Monday, October 13, 2008

عمتى .. ليست إنسانة

عمتى .. فيفى
كما كنا ندلعها
أعطت الجميع حياتها
و ماتت دون وداع
قصة حياة استثنائية
لإنسانة قد تظلم لو وصفت بالإنسانة فهى بالحق
كالملائكة فى طباعها
كالملائكة فى حب الناس لها
و انتظار زيارتها

فيفى .. تلك المرأة التى لم تتزوج
و تفرغت لرعاية جدتى المريضة
و استمرت فى خدمتها و تلبية كل احتياجاتها
لمدة 9 سنوات
ماتت بعدها جدتى

لقد كنت و اخوتى
بالنسبة لها الاستثناء
كنت أرى السعادة فى عينها
عندما ندخل عليها بيت العائلة
كانت تستمتع و هى تلبى طلباتنا الكثيرة
وقتها بطبيعة عمرنا كأطفال

لقد كانت صديقاتها ينادونها
بأم عمرو
( عمرو ده اخويا التوأم )
من و أحنا صغيرين
بحكم إننا توأم
كانت والدتى تتولى كل امورى
و كانت عمتى تتولى أمور أخى
فقد اختارت رعايته هى
فلذلك كانت تنادى بأم عمرو

ماتت جدتى
و اختارت عمتى ان تحى من أجل رعايتنا
خاصة ان والدتى أيضا كانت وقتها أصبحت جليسة الفراش
جاءت عمتى و تركت بيت العائلة لتقييم معنا اقامة كاملة
كان يومها يبدأ من الصبح حتى المساء
فى تلبية احتياجاتنا
كل تفكيرها أنا و اخوتى
يومها كله لنا
صحتها كلها تفنى من اجلنا
كان ذلك بالنسبة لها ترفيهها و متعتها الوحيدة فى الدنيا

إلى أن جاء يوم 12 أكتوبر 2001
كان يوم جمعة اذكر التاريخ الهجرى أيضا 26 رجب
ليلة الاسراء و المعراج
و كنا كعادتنا فى ذلك اليوم صائمين
قرر والدى دعوة عمى أحمد و أسرته للتناول الإفطار معنا
فالعائلة كلها تصوم هذا اليوم
كان يوم سعيد للغاية
كنا نضحك من قلوبنا
و نمزح و صوت ضحكاتنا يجلل فى أرجاء بيتنا المتسع
كانت والدتى أيضا على قيد الحياة
كان اخوتى جميعهم مازالوا فى بيت الأسرة قبل زواجهم
لم اضحك بعد هذا اليوم كما كنت اضحك قبله
عمتى فى هذا اليوم و قد كان اقرب أحبابها إلى قلبها مجتمعين
لوداعها دون أن يدروا
أن الوداع قريب
لاحظت يومها إنها على غير عادتها
كانت نظراتها مشتتة
كلماتها قليلة جدا
لقد كانت بشعر بقرب الرحيل

قبل فجر يوم 13 أكتوبر 2001 أو 27 رجب
جلست للتحدث مع أبى فى أمور كثيرة جدا
و نامت بعد صلاة الفجر
و استيقظت تعانى من هبوط بسيط
كان ذلك قبل صلاة الظهر
بساعة تقريبا
اختى الكبرى ذهبت لعملها كصيدلانية
تحدث إليها باننى و اخى ذاهبين لمتابعة أحوال
السايبر نت
الذى كنا نمتلكه وقتها أنا و اخى
و نصلى الظهر و نعود
فلن نجلس اليوم فى السايبر سنجلس معها

لم أكن أعلم اننى لن أودعها
فقد ذهبت على السايبر
و جائنا تليفون من البيت
بضرورة العودة فى الحال
لقد عدت و لكن
وقتها كان كل شئ انتهى
لقد ماتت دون وداع
مع اذان الظهر
ماتت فى صمت
ماتت و هى تفكر فى أمورنا
تركت فى قلبى جذور
لأنبل نموذج للوفاء و التضحية و الإيثار
إنها ليست إنسانة
إنها نموذج حقيقى لملاك بجسد بشر
ستبقى خالدة فى ذاكرة عائلتى للأبد
و قصة فخر يفتخر بها ابنائى انك عمتى
انحنى أمام تلك الإنسانة النادرة التكرار
انحناءة تضاؤل أمام عظمتها
و دعواتى الدائمة لها بالرحمة و رفع الدرجات

وحشتينى جدا يا فيفى

حبيبك نمنم

Labels:

9 Comments:

Blogger Sweet Violet said...

الله يرحمها ويسكنها الفردوس الاعلى

October 13, 2008 at 10:52 AM  
Blogger ba7re said...

ضد التيار:
اشكر مرورك
تحياتى :)

October 14, 2008 at 3:10 AM  
Blogger Gannah said...

انا أول مرة أزورك وسعيدة انى زرتك فى التوقيت ده
البوست لمسه وفاء ودليل حى على ان من يزرع حبا لا يحصد الا حبا
اللهم ارحمها واجعلها من أهل جنتك
أمثال هذه العمة هم من يجعلون للحياة معنى
يمرون عليها فيتركون بصمة فى قلوب من أحبوهم
الامومة ليست بالضرورة لمن أنجب الامومة شعور واحساس قبل أن تكون عملية بيولوجية
أكيد ذكراها هتفضل موجودة وهو الانسان لا شىء سوى الخير الذى يفعله وتظل ذكراه
-------------------------------
على فكرة احنا بلديات لكن أنا حاليا فى السعودية وعندما كنت فى بورسعيد فى الاجازة الصيفية تعرفت على معظم المدونين هناك فى لقاء جمعنا ولكنى لم اتعرف بك
اتمنى لك التوفيق يا بلدياتى
تحياتى

October 14, 2008 at 10:14 AM  
Blogger زُمُرده said...

في زيارتي الاولى ابكيتي بحق
نادرا لما شخص يكتب واتاثر لدرجه البكاء
بس واضح انها كان انسانه حقيقيه وإن كانت تطهرت من سواد البشر وامراض قلوبهم

نادرا جدا لما يجود الزمن علينا بشخص بالحنيه دي والحب والقدره ع العطاء بالشكل ده

يمكن ربنا حرمك الفراق لخير
او علشان يقلل الم كان هيبقى صعب عليك نسيانه

الاجمل هنا هو وفائك ليها واشتياقكك لحنيتها اللي حسيته في كلامك بالرغم من مرور 7 سنين

ربنا يرحمها ويرضيها ويجمعك وياها ف الفردوس الاعلى
واتمنى ان ربنا يجود عليك بآخرين مثلها
يااااااااااارب

===========
سوري ع الاطاله

October 14, 2008 at 10:43 AM  
Blogger ojg said...

كل ده وبوست مش حزين؟؟؟
اومال انا دمعت ليه؟
بجد روعة احساسك وكلامك عنها
ربنا يرحمها برحمته
ويتقبل منها صالح اعمالها
ويعوضها خير
كفايه يعني انها استحملتك
:)

October 15, 2008 at 4:05 PM  
Blogger ba7re said...

جنة :
اشكر مرورك
و عمتى فعلا كانت ام بالنسبة لى مش مجر عمة
----
و انا زى حضرتك تمام بورسعيدى فى السعودية :(
نورتى المدونة يا بلدياتى

October 19, 2008 at 3:51 AM  
Blogger ba7re said...

زمردة
انا اسف جدا لو البوست ابكاكى
بس انا مكتبتش من لسانى او مخى
انا حسيت اللى كتبته
اسف مرة تانية و نورتى المدونة و منتظر زيارات جديدة
و سلام

October 19, 2008 at 3:52 AM  
Blogger ba7re said...

وزة
نورتى البوست
هى تستاهل اكتر من كلامى ده بكتير
و مهما حاولت اتكلم عنها و لو عملت عنها كتب مش هتكفى اتكلم عن الشخصية الفريدة دى
و كفاية انها استحملتنى :))
ده على اساس انى بمشى على ايدى و رجلى
شكلى هسحب التمثيل الدبلوماسى من مدونتك
نورتى و سلام :)

October 19, 2008 at 3:55 AM  
Blogger E73 said...

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عارفة انك مكتبتش القصة دي علشان تسيل دموعنا
لكن بجد بجد الله يرحمها ويكرمها بجد اقرالها الفاتحة على روحها
ربنا يجعلها في فسيح جناته
الله يصبركم على فراقها
وفي النهاية لعل موتها كان افضل لها
فالموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة
الموت هو انتهاء فترة القلق
الموت هو انتهاء وقت الامتحان
وفي انتظار النتيجة
اما النجاح او الرسوب
وادعوا الله ان نكون وهي من الناجحين بامتياز

November 10, 2008 at 11:21 AM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home



Get my banner code or create your own banner